في السباقات الكبيرة من نوعية السباق على جوائز وسيف سمو الأمير لا يمكن أن يتوقف الكلام عن السباق وما شهده من منافسات بمجرد انتهاء مراسم التتويج، ولا يمكن في هذا النوع من السباقات استخدام مقولة “الطيور طارت بأرزاقها” فقط دون التطرق إلى ما دار خلف الكواليس وكيف استطاع الملاك والمدربون والخيالة الفائزون بالقمة في أكثر من شوط أن يبرهنوا على نجاح خططهم وأفكارهم على المضمار الأخضر، وكم كان المنعطف الأخير في كل شوط فاصلا وحاسما في كتابة مشهد النهاية الذي تفاعل معه الجميع في كل شوط بداية من الأول الذي كان أقرب إلى الحسم بالـ “الفوتوفينش” ونهاية بالشوط الثامن الذي حصل الجواد عاصي على قمته بفارق “أنف” فقط عن الفرس العنقاء، وكلاهما ملك سمو الشيخ محمد بن خليفة آل ثاني مالك مربط الشحانية.
خلطة “سمارت”
التركيز كان كبيرا بطبيعة الحال على الشوط الرئيسي على السيف الذهبي لسمو الأمير والذي أسفر عن فوز الجواد “عاصي “ملك سمو الشيخ محمد بن خليفة بن حمد آل ثاني بقمة الشوط المخصص للخيول العربية الأصيلة لعمر 4 سنوات فما فوق من الفئة الأولى محققا زمنا قدره 2:40:74دقيقة في مسافة 2400متر، وهذا الشوط كانت جائزته 3 ملايين ريال.
وهذا الشوط تفوق فيه المدرب جوليان سمارت بدرجة كبيرة بدليل حصول 3 جياد يتولى تدريبها على المراكز الثلاثة الأولى، وقبل انطلاقة الشوط كانت المشاورات بين سمارت وعبد الرحمن المنصور مدير مربط الشحانية، وتم استدعاء الفرسان الثلاثة الذين شاركوا على الجياد الثلاثة “عاصي والعنقاء ورضوان”، وكانت الثواني الأخيرة قبل الانطلاقة هي الفيصل من خلال الخلطة السحرية التي منحها المدرب سمارت للفرسان من خلال قيام الجواد رضوان بسحب الشوط إلى الأمام مع تأخر عاصي والعنقاء حتى المنعطف الأخير والذي شهد الانطلاقة الكبيرة حتى تصدرا المشهد بشكل كامل، وكأن الجياد الثلاثة تشارك بمفردها في الشوط !.
قدرات ديتوري
أما في سباق جائزة سمو الأمير وقدرها مليونا ريال، فقد كان التفوق من نصيب الجواد “دابداي” ملك الشقب ريسنج بالشوط السابع المخصص للخيول المهجنة الأصيلة مستوردة والإنتاج لعمر 3سنوات فما فوق من الفئة الأولى محققا زمنا قدره 2:28:34 دقيقة في مسافة 2400 متر.
وقدم الفارس العالمي ديتوري درسا في كيفية التعامل مع هذا النوع من الأشواط المثيرة حيث تحرك بقوة عند المنعطف الأخير وبدا كأنه يقود سيارة تعمل بـ ( الدفع الرباعي ) بدليل تفوقه على الجميع واحتفاله بالفوز حتى قبل وصوله إلى خط النهاية لأنه بخبرته الكبيرة كان يدرك المسافة بينه وبين أقرب ملاحقيه.
ذكاء ديميول
وفي الشوط السادس على جائزة سمو الأمير للخيل العربية الأصيلة من الإنتاج المحلي والتي بلغت قيمتها 800 ألف ريال كانت القمة من نصيب الجواد “خباب “ملك أم قرن محققا زمنا قدره 2:45:04 دقيقة في مسافة 2400 متر بقيادة الخيال أوليفيه بليه وبإشراف المدرب آلبان ديميول، ورغم المنافسة القوية من جياد الشحانية في هذا الشوط إلا أن المدرب ألبان ديميول استخدم ذكاءه الكبير، ونجح في حسم الشوط لصالحه.
التوقعات.. والصمت !
الشوطان الرابع والخامس على السيف الفضي لسمو الأمير والشلفة الفضية لسمو الأمير كانا بمثابة الإعلان عن الدخول في الجد خلال السباق أمس حيث فاز الجواد “تجارب” ملك خليفة بن شعيل الكواري بالشوط الرابع على السيف الفضي لسمو الأمير وجائزته مليون ريال، وخصص الشوط للخيول العربية الأصيلة الدرجة مفتوح لعمر 4 سنوات لجياد الملاك الأهالي القطريين فقط محققا زمنا قدره 2:02:78دقيقة في مسافة 1850 مترا بقيادة الخيال هاري بنتلي وبإشراف المدرب جاسم غزالي، وجاء فوز تجارب ليخالف كل التوقعات التي كانت تصب في صالح مجد العريق بطل أكثر من سباق هذا الموسم، ولكن تجارب كان له رأي آخر مع مدربه جاسم الغزالي لينال السيف بجدارة.
وفي شوط الشلفة وتحديدا الخامس فاز الجواد “سيتزين” ملك شعيل بن خليفة الكواري بقمة الشوط الذي بلغت جائزته مليون ريال، وهذا الشوط خصص للخيول المهجنة الأصيلة مستوردة والإنتاج الدرجة مفتوح لعمر 3 سنوات فقط لجياد الملاك الأهالي القطريين فقط محققا زمنا قدره 1:54:02دقيقة في مسافة 1850 متر بقيادة الخيال ستيفان لاجادج وبإشراف المدرب جاسم غزالي، واستخدم شعيل بن خليفة الكواري مالك المهرة ( سيتيزن) لغة الصمت قبل السباق ولم يتحدث لوسائل الإعلام عن ترشيحاته ولم يدخل في حسابات الخيل المرشحة للفوز مفضلا أن يكون الرد على المضمار الأخضر، ونجحت سياسة الصمت في تخفيف الضغوط عن فريق العمل حتى تحقق الإنجاز الكبير الذي وضع شعيل بن خليفة الكواري على القمة.