يفتتح معرض ‘آرت دبي’ في نسخته الثامنة في العام 2014 قسما جديدا مخصصا للفن الحديث من القرن العشرين تحت اسم (آرت دبي مودرن). يستضيف هذا القسم مجموعة من الصالات الفنية التي ستقدم كل منها معرضا منفردا أو ثنائيا لأساتذة الحداثة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتراوح عدد الصالات المشاركة فيه بين 10 و15 صالة فنية، تشكل في مجملها امتدادا طبيعيا واستكمالا لقسمي معرض ‘آرت دبي’ الرئيسيين المخصصين للفن المعاصر (آرت دبي كونتيمبوراري) و’ماركر’. يتضمن برنامج ‘آرت دبي مودرن’، بالإضافة إلى معرض الصالات الفنية المشاركة، مجموعة من الفعاليات المرافقة والمتمثلة بالمشاريع البحثية، والحورات، والجولات التفقدية، والمبادرات التعليمية المتنوعة.
وبهذا يتسع معرض آرت دبي ليغطي الفن الحديث والمعاصر معا، ويضم في قاعات عرضه بأقسامها الثلاث ما يقارب 80 صالة ومساحة فنية من جميع أرجاء المعمورة. كل ذلك يعزز دور ‘آرت دبي’ كمعرض للاستكشاف والتنوع يتسع على الدوام ليتجاوز البعد الجغرافي إلى ذلك التاريخي للفن، ويضعه في طليعة المعارض التي ترتكز على النوعية والمقاربة التقييمية.
ستشرف لجنة تقييم فني مؤلفة من أربعة قيمين ومؤرخين متخصصين بالفن الحديث في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا باختيار الصالات المشاركة في (آرت دبي مودرن). وتتألف اللجنة من: سافيتا آبتي المؤرخة المختصة بالفن الحديث والمعاصر من جنوب آسيا، ورئيس ‘جائزة مجموعة أبراج للفن، كريستين خوري الكاتبة والباحثة المقيمة في بيروت، والمتخصصة في تاريخ الفن الحديث في العالم العربي، والشريك المؤسس لــ ‘المجموعة البحثية عن تاريخ الحداثة في العالم العربي في الفنون البصرية’، كاثرين دايفيد المؤرخة صاحبة الخبرة الكبيرة في الشرق الأوسط، وقيمة معرض ‘دوكيومينتا 10′، ندى شبوط مؤرخة الفن المتخصصة بالفن الحديث من العالم العربي والعراق، وقيمة معرض ‘سجل قرن من الفن الحديث’ (2010).
وفي هذا المشروع الفني تقول أنتونيا كارفر مدير (آرت دبي): ‘نسعى عبر هذا القسم إلى تمكين الزوار من الربط بين الحداثة والمعاصرة في الفن عبر دفعهم لإدراك حقيقة مفادها أنه وبالرغم من اختلاف الأساليب الفنية التي يستخدمها فنانو المنطقة العاملون في مدن وسياقات مختلفة، فثمة قاسم مشترك كبير فيما بينهم على صعيد الأفكار’. وتضيف متحدثة عن دور القسم الجديد في تسليط الضوء على الفنانين الحداثيين الذين تم إدراك القيمة العالية لأعمالهم الفنية في مرحلة متأخرة: ‘نتطلع أن يعرض ‘آرت دبي’ أعمال أؤلئك الفنانين الذين أثروا بشكل كبير في الأجيال التي تلتهم’.
أما ندى شبوط فعبرت عن ضرورة القراءة المتمعنة ‘للممارسات الفنية الحداثية في المنطقة’ كونها تفسح المجال لفهم الفن المعاصر في الشرق الأوسط ‘ضمن سياقه التاريخي عوضا عن اعتباره ظاهرة جديدة بحد ذاته’.
ومن جهتها، أعربت كاثرين دايفيد عن قناعتها بضرورة التركيز على الفن الحديث لمنطقتي الشرق الأوسط وجنوب آسيا لما له ‘من دور محوري في فهم عالم الفن في وقتنا الراهن’، فهناك حسب كاثرين دايفيد ‘حاجة ملحة لتفحص تلك ‘اللحظة الحداثية’ بكل ما تحمله من تعقيدات، وبالتالي، فمن الأهمية بمكان تسليط الضوء على أؤلئك الفنانين الحداثيين الذين يستحق الكثير منهم اهتماما أكبر’.
من جهة أخرى، سيتابع معرض ‘آرت دبي’ تقديم النسخة الرابعة من برنامج ‘ماركر’، وهو ذلك القسم المخصص للفن المعاصر والمؤلف من صالات ومساحات فنية تركز كل عام- بإشراف قيم فني- على موضوع أو منطقة جغرافية محددة. وفي الوقت الذي قيمت فيه بيسي سيلفا نسخة هذا العام من ‘ماركر’ التي ركزت على منطقة غرب أفريقيا، سيقوم- للمرة الأولى- فنانون هم ‘السلاف والتتر’، بتقييم ‘ماركر 2014′، والذي سيتمحور بدوره حول منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، وستخاطب أعمال الفنانين المشاركين فيه مفاهيم الهوية، الإيمان واللغة، بالإضافة لاستكشاف تعقيدات تلك المنطقة.
يرسخ ‘آرت دبي’ من خلال شراكاته الفاعلة وبرامجه المتطورة موقعه دوليا، ليس كمعرض ريادي في منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل يتعدى ذلك إلى كونه نقطة تلاق محورية بين مشهد الفن العالمي وما تضمه منطقتي الشرق الأوسط وجنوب آسيا وغيرهما من فنانين، وقيمين فنيين، ومديري صالات عرض، وجامعي تحف، ومؤسسات ثقافية.
الوسوم :2014 آرت دبي آرت دبي مودرن معرض