لم يمض على دخول سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني أكثر من ثلاثة أعوام معترك سباقات الخيول على المستوى العالمي لكنه حقق نجاحات كبيرة خلال هذه الفترة القصيرة توّجها بإحراز مهره “تريف” جائزة قوس النصر أحد أهم السباقات في العالم في أكتوبر الماضي ليصبح لاعبًا أساسيًا في هذا الرياضة التي يطلق عليها لقب “رياضة الملوك”.
وسبق للجوادين توروناو واولمبيك غلوري أن حققا الانتصارات لاسطبلات الشيخ جوعان أيضًا عام 2012.
لم يخف الشيخ جوعان طموحه بأن يقارع القوى العظمى في رياضة الفروسية وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان في المستقبل القريب، وقال في حديث خاص لوكالة فرانس برس: “قطر دولة تنمو بقوة في مجال تربية الخيول وسباقات الخيل، ولا حدود لطموحاتنا على الإطلاق. في البداية أريد توجيه رسالة إلى منافسينا في إنجلترا وفرنسا والعالم بأسره، لن نقف مكتوفي الأيدي والاكتفاء بإحراز السباقات، لقد أصبحنا جزءًا من هذه الصناعة، لدينا طريقتنا ونحترم الطرق التي يتبعها الآخرون لكننا نريد منهم أن يحترموا طريقتنا أيضًا”.
وأضاف: “السباقات في فرنسا مهمة بالنسبة إلينا، والأمر ينطبق أيضًا على السباقات في بريطانيا، ليس لدي سباق مفضل أو دولة أفضلها على غيرها، فقد شاركت في سباق قوس النصر في فرنسا، وسباق رويال اسكوت والملكة اليزابيث في بريطانيا كما في سباق كأس بريدرز في الولايات المتحدة حيث لم يحالفنا الحظ في نوفمبر الماضي ونأمل أن تصب الأمور في مصلحتنا العام المقبل. سنشارك في سباقات باليابان في المستقبل القريب وقد تلقيت دعوة في هذا الصدد”.
وكشف: “يعتقد البعض بأن اهتمامي منصبّ فقط على فرنسا، لقد درست في فرنسا وعشت فيها وأعشق فرنسا، لكن عندما يتعلق الأمر في السباقات فحتى لو أقيمت على سطح القمر، فإنني سأشارك فيها”.
المشككون كثر في قدرة قطر على بلوغ أهداف رياضية عديدة وكبيرة، لكن هذه الدولة الخليجية صغيرة الحجم يمكن أن تفخر بنجاح استثنائي في رياضة الفروسية.
وبعيدًا عن شراء المهر “تريف” التي ربّاها “اليك هيد” في اسطبل كيسناي بالقرب من دوفيل، ينوي سعادة الشيخ جوعان تربية الخيول الأفضل في العالم سواء في فرنسا أو إنجلترا والولايات المتحدة وهي الدول التي تعنى بتربية الخيول الإنجليزية الأصيلة. ويتعاظم طموح الشيخ الشاب ليشمل كل فصائل الخيول ويمتد إلى جميع أنواع رياضة الفروسية ليتجاوز سباقات المضمار.
وضرب سعادة الشيخ جوعان بقوة في نوفمبر عندما استعان بخدمات “هاري هيربرت” الذي يُشرف على اسطبلات هايكلير الشهيرة ليكون مستشاره في اسطبلات الشقب التي يحاول أن يجعل منها “القوة القادمة في سباقات الخيول الأصلية”. كما استعان سعادته بالفارس المخضرم “فرانك ديتوري” أيضًا.
وحقق القطريون نتائج جيدة في سباقات التحمّل (160 كلم) التي تشتهر بها الخيول العربية الأصيلة، ويريدون اللعب في ساحة الكبار على صعيد قفز الحواجز، وهذا هو حلمهم الأولمبي.
وأكد سعادة الشيخ جوعان بأنه وفريقه بصدد التوسّع في شراء اسطبلات عديدة “ليس فقط في فرنسا بل أيضًا في إنجلترا وأستراليا. لا نستطيع القيام بالتوسّع دفعة واحدة لكن لدينا خطة واضحة في هذا المجال. كنا محظوظين جدًا بما تحقق من نتائج إيجابية العام الماضي، لكن ما زال لدينا الكثير لنقدمه في المستقبل”.
واعتبر بأن تربية الخيول تعني له الكثير ولعائلته ولقطر خصوصًا بأن هذه الرياضة النبيلة مرتبطة كثيرًا بالمنطقة العربية بقوله: “إنها تعني الكثير لأن حبها يسري في العروق. بدأنا في اسطبلات الشقب منذ فترة طويلة وقد أسسها والدي سمو الشيخ حمد بن خليفة عام 1992. كانت تعنى إجمالاً بسباقات القدرة ومسابقات جمال الخيل، لكن السباقات عادت مؤخرًا”.
وعندما يسأل لماذا التركيز على فرنسا في الاستثمارات التي يقوم بها يأتي الجواب سريعًا بقوله: “هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. فالمدرب الأصلي هو الإنجليزي ريتشارد هانون، كما أن 50 في المئة من الخيول التي أملكها موجودة في إنجلترا والقسم الآخر في قطر، وفي الواقع فإنه لا يوجد أي خيل لي في قطر في الوقت الحالي بل هي موجودة في مختلف أرجاء القارة الأوروبية”.
وعن إحاطة نفسه بمساعدين صغار السن قال سعادة الشيخ جوعان: “خلافًا لما يعتقده البعض فإن فاترينيان ليس مساعدي بل هو صديق مقرّب من المدير العام خليفة العطية. في المقابل فإن بونوا هو مدير أعمال صغير السن لكنه يملك الكثير من القدرات. ونحن جيل شاب نريد أن نكبر سويًا لكي نصبح لاعبين كبارًا في المستقبل، هذه هي خطتنا بالإضافة إلى هؤلاء يكمل ريتشارد هانون وناصر شريدة الكعبي مستشاري الإعلامي لهذا الفريق”.