مخيم البادية يستعرض عادات وتقاليد ضيافة بدو سيناء

يعد مخيم حياة البادية إحدى أبرز الفعاليات المقامة خلال مهرجان دبي للتسوق 2014، كما أنه يعد الأقرب إلى نفوس زوار شارع السيف لما يتميز به من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.

ويعد بدو سيناء أحد المشاركين في فعالية مخيم “حياة البادية”، ويشتهر أهل سيناء بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي أهل البادية. وهم يتنافسون ويتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجلسهم، وقد تصل المنافسة إلى حد الحماسة الشديدة للفوز بإكرام الضيف.

فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه القهوة واللبن أولاً ثم يلي ذلك تقديم الطعام. وتتناوب الخيام تقديم الطعام بعد ذلك كل في دوره حسب ترتيب البيوت. وإذا حدث أن كان رب البيت غائباً حينئذ تنوب عنه زوجته في تقديم واجب الضيافة، ويقيم الضيف طوال فترة تواجده في مجلس القبيلة أو العائلة المعد خصيصاً لذلك.

المجتمعات البدوية

أما الأنشطة الرئيسية لبدو سيناء فهي تربية الإبل والغنم إلي جانب زراعة النخيل والزيتون ثم حرفة صيد الأسماك والطيور، كذلك تتمتع المجتمعات البدوية في سيناء بخبرة كبيرة في مجال الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب، خاصة وأن أرض سيناء تنمو بها العشرات من الأعشاب الطبية المفيدة، والتي يعتبر البدو أنفسهم خبراء في معرفة فوائدها وطرق استخدامها إلي جانب العلاج الشعبي مثل الكي بالنار والحجامة وغيرها.

وللبدو أيضاً رقصاتهم المشهورة، وفنونهم الشعبية سواء تلك التي تمارس في أوقات الفراغ أو في المناسبات المختلفة، أما طعام بدو سيناء فيعتمد في معظمه على الشعير والقمح والذرة والعدس والتمر. وأشهر الأكلات عندهم هي “الفطير” و”الأقراص” المصنوعة من الدقيق والزبدة، وفي الولائم والمناسبات تذبح الذبائح وتقدم مع الأرز أو الثريد.

أزياء البدو

أما عن أزياء البدو في سيناء فتتكون الملابس التقليدية لرجال سيناء من ثياب عبارة عن سروال واسع وقميص من قماش قطني بأكمام طويلة وفتحة عنق مستديرة ثم قفطان من الصوف الخفيف أو القطن يلبس عليه حزام من الجلد ويوضع به الشــبرية، وفي الشتاء يلبس عباءة سوداء كانت في الماضي تصنع من صوف الماعز وتسمى “الحرام” أو “الدنية”.

ويتكون غطاء الرأس عند بدو سيناء (خاصة في الشمال) من “العقدة” وهي مربع من القماش الأبيض الخفيف، يطوى في شكل مثلث تتدلى زواياه على الظهر والكتفين ثم يلف حول الرأس عقال مبروم أسود اللون ويسمى الصرير، أما رجال المنطقة الجنوبية فيضعون على الرأس عمامة.

أما بالنسبة لأزياء السيدات فترتدي البدوية في سيناء ثوباً من قماش القطن الأسود طويل القدمين مطرزاً بالخيوط الحريرية الملونة في وحدات تلقائية متقنة تغطي معظم فراغات الثوب، ويتضح التمييز بين ثوب المرأة المتزوجة وثوب الفتاة من لون الخيط الذي يطرز به الثوب، فالأحمر للمتزوجات والأزرق للعذارى.

عادات الزواج

أما عن عادات الزواج عند البدو فيفضل البدو الزواج المبكر، وعادة ما يتم الزواج من الأقارب.

وأقرب قريبات الرجل التي يحل له الزواج بها هي ابنة عمه أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك فيتخير فتاته من الأنساب الكبيرة، ويخطب الرجل الفتاة من أبيها أو وليها رأساً وبلا وساطة.

فيذهب ومعه والده أو شقيقه الأكبر، وإذا وافق والد الفتاة أو وليها على الخطبة، أخذ عصا خضراء وناولها إلى الخاطب، وقال له: “هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعري ومن أي شيء نفسها فيه وأنت تقدر عليه” فيتناول الخاطب القصلة ويقول: “قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله”.

وتسمى الخيمة التي تقام بها مراسم الزفاف البُرْزة، وتقام للعريس بالقرب من خيام أهله.

ويقدم أقارب العريس الهدايا له وتسمى “النقوط”، وهي عبارة عن ذبائح من الغنم كما في الجنوب. أما في الشمال فتقدم الهدايا للعريس من الذبائح أو السكر والشاي والدقيق. وهي دين عليه لا بد له من وفائه فإذا لم يفه من نفسه طولب به.

ويقوم أهل العريس بنحر الذبائح من الغنم لأهل الفرح عند باب البُرْزة وتسمع زغاريد النساء. وبعد تناول الطعام يذهبون بعيداً عن البُرْزة، حيث يتسامرون إلى ما بعد منتصف الليل.

ويدخل العريس مع عروسه ويمكث معها في البُرْزة من يوم إلى ثلاثة أيام. ثم تخرج العروس مع زوجها إلى الخلاء بعيداً عن خيام قومه وأهله، ويقوم أهل العريس بإرسال الطعام لهما لمدة من أسبوع إلى شهر، ثم يذهب أحدهم ويأتي بها إلى منزلها الجديد.

وتعد شبه جزيرة سيناء منطقة صحراوية وتقع في الجزء الشرقي من جمهورية مصر العربية. وتمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويسكنها 554,000 نسمة. وتلقب بأرض الفيروز.